قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا ابتليتُ عبدِ بحبيبتيه فَصَبَرَ عوضته عنهما الجنة

الكفيف والذاكرة

وجد العلماء ان المكفوفين يتذكرون فورا و بصورة صحيحة الاشياء التي يسمعونها , ففي غياب الرؤيا يتحول العالم الى اصوات و ترانيم كما يقول علماء بايلوجيا الاعصاب .

و يقول احد الباحثين ان بامكان المكفوف ان يقوم بتمييز الاشياء حتى بدون ان يكون لها اصوات و التي لا يمكن تمييزها الا بصعوبة مثل العلب المتنوعة لمنتجات الالبان و التي لا تختلف الا بالعلامات الملصقة عليها اذ يقوم الضرير بترتيبها حسب مصدر صناعتها ثم يبدا بلمس العلامات الملصقة عليها بتمرير يده حولها و يكون ذهنه في هذه الحالة متفتحا له القدرة على التمييز بين ابسط الاختلافات و التي قد لا يلتفت اليها حتى اصحاب النظر الطبيعي.

و يعزو العلماء هذه القدرة الهائلة في ذاكرة المكفوفين الى كثرة و شدة استعمالها من قبلهم فهي اهم وسيلة لديهم للاتصال بالعالم المحيط بهم .و قام العلماء بتجربة على 19 من المتطوعين المكفوفين و 19 اخرين من غير المكفوفين وذكرت امامهم 20 كلمة ثم طلب منهم بعد ذلك ان يتذكرو هذه الكلمات و حسب اسبقيتها عند النطق بها و قد وجد العلماء ان المكفوفين قد تفوقوا بنسبة تتراوح ما بين 20-35 على غير المكفوفين و برز تفوقهم بشكل واضح بالاخص في ترتيب اسبقية الكلمات التي تليت عليهم.

ويذكر احد الباحثين ان 20-30% من حجم الدماغ مخصص أساساً للرؤيا ولكن عند المكفوفين منذ الولادة نجد ان هذه المساحة من الدماغ المرتبطة بالنظر لا تؤدي وضيفتها الطبيعية و تكاد تكون بطيئة النشاط جدا و لكن ظهر بعد ذلك ان هؤلاء المكفوفون يقومون باستغلال هذه المساحة من الدماغ للاحتياجات الاخرى و يظهر ذلك واضحا من خلال التجربة السابقة و كذلك مراقبة ذاكرة المكفوفين و كيف يصبح بامكانهم استغلال هذه المساحة من الدماغ التي نعتقد انها قد تعطلت , و كيف اصبح بامكانهم استغلال هذه المساحة المعطلة كما كنا نعتقد في مجالات اخرة كالذاكرة و في تقوية و تطوير اللغة .

ان القوة التي توجد عند ذاكرة المكفوفين تكاد تجعلهم يرون الاشياء في ذاكرتهم.

أضف تعليق