قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا ابتليتُ عبدِ بحبيبتيه فَصَبَرَ عوضته عنهما الجنة

الكفيف والثقة الزاءدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على خير الانام محمد رسول الله وسُبحان الله بعدد لقه
أما بعد
لقد عانا المكفوفين منذ زمن من عدم وعي المجتمع تجاههم، وعدم معرفته بقدراتهم، وأنهم أشخاص لا يختلفون عن غيرهم.
وقد كنا نطالب أن يمنح الكفيف حقوقه، لا ناقصة ولا زائدة.
لكن، ما نراه اليوم من بعض الأشخاص المتطوعين، أو الذين يعملون مع المكفوفين، هو منحهم الثقة الزائدة للكفيف، وتصويرهم له بأنه إنسان مبدع في كل شيء، وأنه إنسان لا مثيل له.
ويتضح ذلك جليا، عندما كنا نستمع إلى بعض المعلمين الجدد في معهد المكفوفين وهم يتحدثون عن طلابهم المبدعين، والذين يتفوقون على المبصرين في كل شيء، وكأنهم كائنات خارقة، والمشكلة أنهم لا يذكرون الأخطاء، أو حتى المشكلات التي تواجههم.
في إعتقادي أن منح الثقة الزائدة للكفيف قد تأتي بنتائج عكسية لا تحمد عقباها، فعندما يتشبع الكفيف منذ الصغر، بأنه إنسان مبدع وأنه وأنه، دون ذكر أخطائه، فلن يتقبل يوما ما أي نقد أو خطأ أو أن أحدا يمكن أن يتفوق عليه.
أضف إلى ذلك أنه قد يصبح لكفيف اتكاليا ويعتمد بشكل كبير على من منحه الثقة الزائدة عن اللزوم.
بالتأكيد إن الثقة مطلوبة في كل شيء، ومنحها للشخص أيضا مطلوبة، لكن يجب علينا أن ندرك جيدا أن الكفيف هو شخص عادي، له عقل كما أن للآخرين عقل أيضا، قد تجبره صعوبات الحياة، والتحديات التي يواجهها على الإبداع وأن يثبت للعالم أنه قادر على العطاء والعمل. لكن ماذا لو تم تذليل تلك الصعوبات، وتم منح الكفيف فوق ما يحتاج إليه، بالإضافة إلى منحه الثقة تزيد عن الحد، فهنا بالتأكيد سيظهر لنا كفيف يعتمد على الآخرين، ومغرور بسبب الثقة العمياء التي منحت له دون أي فعل منه.

أضف تعليق