قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا ابتليتُ عبدِ بحبيبتيه فَصَبَرَ عوضته عنهما الجنة

الكفيف والانترنت

* يتصفحون الجرائد.. يتجولون عبر المواقع المختلفة.. يطالعون أحدث المراجع العلمية.. يتواصلون مع الأصدقاء والمعارف عبر قراءة وكتابة رسائل غرف الدردشة كل ذلك
دون الاستعانة بصديق أو مرافق برغم أنهم محرمون من نعمة الإبصار!
فئة المكفوفين في مجتمعنا فئة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها عند الحديث عن شبكة الإنترنت والحاسب الآلي، فقد أثبت الواقع أن عددا من المواقع والشبكات تحظى بمتابعة هذه الفئة، بل قد يصل الأمر أن بعض المكفوفين يمتلك موقعا على الإنترنت يجيب فيه على أسئلة من نوع: “كيف يمكنك تصفح الإنترنت وأنت لا ترى؟”.
من وجهة نظر تقنية، هناك أكثر من طريقة، وأكثر من وسيلة تمكن المكفوف من تصفح المواقع، وقراءة محتوياتها والتفاعل معها، فهناك على سبيل المثال برامج تصفح متخصصة لهذه الفئة تساعد في تقسيم الصفحة إلى سطور، ومن ثم قراءتها سطرا سطرا بالصوت على المستخدم.
ومن الوسائل الأخرى هي قارئات الشاشة، والتي تمكن الشخص الكفيف من قراءة ما على الشاشة، وتفصيله وتحويله من واجهة رسومية إلى واجهة نصيّة.
يمكن للشخص الكفيف أيضا قراءة “الصور” عن طريق قراءة النص البديل للصورة، والذي سيظهر عادة عندما يقوم الشخص بتمرير زر الفأرة على الصورة – للشخص المبصر – أو قراءة محتويات الصفحة عن طريق أحد البرامج المتخصصة في هذا الجانب للمكفوفين.
المستخدم الكفيف لا يستخدم الفأرة عند تعامله مع الحاسب الآلي، ويستعيض عنها باستخدام الأوامر المعروفة لتأدية المهام عن طريق لوحة المفاتيح، بالإضافة إلى أوامر أخرى إضافية يتم الاستعاضة فيها تماما عن الفأرة مثل: استخدام زر الفأرة الأيمن، النقر المزدوج … إلخ.
بعد دخول المستخدم على أحد المواقع سيسمع في محتوى الموقع ” الوصلات ” على شكل نحو link: society توضح أن هناك عبارة اسمها society تحتوي على رابط لصفحة أخرى اسمها society.
ولأن التقنية لا تعيق أحدا عن تعلمها والاستفادة منها، فيمكن للشخص المصاب بإعاقة سمعية وبصرية إمكانية استخدام الإنترنت عن طريق تحويل النص المقروء إلى نص مكتوب بلغة برايل على لوحة تمكنه من قراءة محتوى الموقع الذي يتصفحه.
يذكر أن هناك معايير متخصصة تم وضعها من قبل منظمة W3 العالمية هدفها تسهيل الوصول إلى محتوى مقروء من قبل الجميع تدعى “Web Content Accessibility” – إمكانية الوصول لمحتويات الويب – وهذا التخصص ومعاييره ستخدم كثيرا ً أصحاب المواقع لتقديم محتويات مواقعهم بطريقة تمكّن الشخص الكفيف من تصفح الموقع بسهولة.

أضف تعليق